العلاقات الحنونه مع طفلك
يُعتبر تعليم الطفل اللغةَ، وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله بأسلوب طبيعي خلال التعاملات اليومية العديدة ـ أعظم هديّة يمكن أن يقدّمها الأهل للطفل. وكذا مساعدته على اكتشاف قدراته واستخدامها إلى أقصى حدٍّ ممكن في طريق تعلّم اللغة والتخاطب، وتذليل العوائق والصعاب واستخدام أفضل الطرق التربوية لتحقيق ذلك.
إن الأطفال يبدءون التواصل منذ اللحظة التي يولدون فيها، وحينما ينمون وتتوفر لديهم فرص للتعلم فإنهم يطورون طرقا للتواصل أكثر وضوحا تحظى بقبول وتفهّم من الآخرين. وهذا يتطلّب معرفة بمراحل نموّهم وبتطوّر إمكانياتهم ويحتاجون إلى وقت لمعرفة ذلك ، وهذا بدوره يؤدي إلى السماح لهم بقيادة الحديث ونمو اللغة وتعميق التجربة.
إن تعلم اللغة يتم ضمن المحادثات الطبيعية المعتادة التي تحدث في ممارستنا اليومية، والطفل لا يستخدم كلمات لم يعتد عليها أو يكررها كثيرا في حياته اليومية لأن الاكتساب تدريجي، واستخدام الحوار مع الطفل يشجّعه على عملية التواصل ، مع الأخذ في الاعتبار تفاوت قدرات الأطفال وإمكانياتهم في الاستجابة والإدراك.
إن فهم وتفسير محاولات الأطفال على التواصل والاستجابة لها، تبعث على الإحساس بالسعادة والرضا، وتدفعهم بشكل رئيس إلى زيادة حماسهم ورغبتهم في التواصل. والطفل لا يتعلم الكلام بالتحدّث إلى نفسه فحسب بل إن قدراته لا تتطوّر إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به، ويشكّل الوالدان وبقية أفراد الأسرة الجزء الأكبر من ذلك المحيط ولذا فإن طريقة الأم على وجه الخصوص في التعامل مع طفلها ستترك أثرا كبيرا على طريقة تخاطبه، وعليها أن تدرك أهمية الدور الذي تلعبه في حياته وأهمية استجابتها لاحتياجاته واهتماماته.
المنهج التربوي لتشجيع الأطفال على التخاطب:
يرتكز هذا المنهج التعليمي على مفهومين رئيسين بإمكان الأم تطبيقهما وفق خطوتين متتاليتين للتواصل مع طفلها على النحو التالي :
الأولى هي : ( ران ) وتعني راقبي ، انتظري، أنصتي إلى الطفل.
و الثانية هي : ( أتى ) وتعني: اسمحي لطفلك بقيادة الحديث ، تكيفي مع سلوكه لتشاركيه هذه اللحظة ، أضيفي إلى لغته وتجربته خلال هذه اللحظات 0
* والخطوة الأولى تتطلّب وقتا كافيا ومهارة حقيقية لفهم كلام ورسائل الطفل ليتم فك رموز هذه الرسائل، لأن لكل طفل أسلوبه الخاص المكوّن من حركات الجسم والأصوات.
ولكي تتعرفي على طفلك بصورة حقيقية يجب أن تعملي على ملاحظته ومتابعته ثمّ إعطائه الفرصة الكافية للتواصل بطريقته الخاصة، مع الاستماع إليه جيدا، وعندئذ سيدرك مدى اهتمامك وحرصك على الاستماع إليه، وهذا من شأنه المساعدة على التواصل لأن الطفل سيدرك أنّ محاولاته للتواصل تلقى الاهتمام والترحيب منك. وفي هذه الخطوة يمتزج الحنان بالتعلم معاً.
* أمّا الخطوة الثانية: وهي السماح للطفل بأن يقود الحديث..
فعليك أن تعرفي أولا إلى أي فئة من الأمهات تنتمين؟ هل أنت من:
أ- الأمهات المبالغات في المساعدة: فهن من فرط حبهن لأطفالهن لا يعطين الفرصةَ لهم بأن يقوموا بعمل شيءٍ أو أن يعبّروا عن رغباتهم بطريقتهم الخاصة.
ب ــ الأمهات المستعجلات : وهن اللاتي يعطين الأولوية في التعبير بدلا من الاستماع للطفل.
ج ــ الأمهات الملقنات، وهن اللاتي يتحدثن معظم الأوقات ناسيات أن أفضل طريقة لتعلّم الطفل هي أن يشارك الطفل بنفسه في الحديث. بدلا من مجرد المشاهدة أو اتّباع التعليمات.
د ــ الأمهات المستجيبات : وهن اللاتي يشجعن الطفل على التحدث بتقديم استجابات مناسبة لمبادرات الطفل كحافز له على التقدم في الحديث والتواصل.
أشكال تواصل الأطفـــال:
` المبادرة بالحديث ، حيث يبادر بعضهم بذلك بينما البعض الآخر لا يبادر.
` الاستجابة للحديث حيث يستجيب بعضهم، والبعض الآخر لا يستجيب لمبادرة التواصل.
أما الدرجة التي يبادر عندها الطفل و يستجيب فهناك أربعة أنواع للتواصل:
` عادة ما يبادر وهذا هو الطفل الاجتماعي.
` عادة ما يستجيب وهذا هو الطفل الخجول.
` نادرا ما يبادر وهذا هو الطفل السلبي.
` نادرا ما يستجيب وهذا هو الطفل الذي له عالمه الخاص به.
ولكي تدركي الطبيعة الخاصة لطفلك في التواصل عليك أن تكوني حسّاسة للتغيرات العديدة في سلوكه ومزاجه، وذلك سيساعدك على تكييف سلوكك أنتِ بحيث يمكنك المشاركة في التجربة التي يحاول الطفل تعلّمها.
وهذا يحتّم عليكِ أن تعدّلي سلوككِ حسب الموقف.